أجدادنا و فاكهة الموز !!
أجدادنا و فاكهة الموز !!
لم يكن الموز يشكّل لنا قبل ستين أو سبعين عاما همّا أو أهمية !! لأنه (ليس من أرض قومي )! وغير
معروف على المستوى الشعبي – أعني (الموز) ولم تكن بلادنا كلها أو معظمها تستورد –
حينذاك – من الخارج سوى الأرز (السيامي)والبن اليمني والبرازيلي والسكر الأحمر غير
المكرر لرخص ثمنه!! وقماش كانوا يسمونه في بعض المناطق (الساحلي ) أو السواحلي
..أبيض ويميل إلى السمرة قوي ومتين ..يلبسه المرء مدة طويلة ..ويصبغ لاستعمال
النساء (بالزاج ) وقشور الرمان ، ليكون أسود ,والمصبوغ بالأحمر لا يلبسه غير
المحظوظات من (الغنادير ) في ليلة العمر..ليلة الزفاف .
وعندما بدأ اخواننا من بلاد الشام يجلبون إلى بلادنا هم ومن يتاجر مع بلاد الشام الكثير من المستوردات التي كان معظمها من الكماليات من بداية (السبعينات )
الهجرية بعد هبوب نسمة الانفتاح الاستيرادي!! جاء التفاح والبرتقال .. ومعهما السيد الكبير
(الموز) ! فكانت الحيرة كبيرة عند
الكثيرين !
فالبرتقال له بعض الوجود في الواحات والمدن بشكل نادر .. وذكر لي أحد
كبار السن أنّه في عام (1370هـ) أصيب أخا
له بمرض (التيفوئيد ) يرحمه الله .. فعافت نفسه الطعام .. وجلس أهله يبحثون له عن
بضع حبات من (البرتقال ) عند بعض أصحاب البساتين .. فاعتذر صاحب الشجرة بأنها لم
تحمل في ذلك العام .. وكان ثمرها يتدلى على الشارع فيفضح شحّه .. لكنها نادرة ..
أو قليلة ويريد أن يستأثر بها وحده أو يهديها لذوي الجاه !
وكان الناس يعرفون طريقة (تقشيره) . وكانوا يأكلون التفاح بقشره ..
أما (الموز) فكانت مشكلة الكثير من الناس معه عويصة ومستعصية ! فقد جلس الشعبيون زمنا طويلا في حيرة !! هل يأكلونه بقشره ؟! على ما في هذا القشر من خشونة ومرارة ؟! أم أنّ
هناك طريقة (تكنولوجية ) حديثة تمكِنهم -عندما يحصلون عليه صدفة- من أكله بعد تجريده من غمده أو قشره – لا فرق - ؟! وبقي
البعض يتحاشى مد يده في العزائم والولائم إلى الموز خوفا من (الفضيحة )!!
والوقوع في حرج أمام أنظار المدعوّين !!
وكان البعض يدسه في فمه على استحياء .. وبخوف وحذر وهو يراقب أعين
الناس .. فتصدمه قسوة القشر وخشونتها فيلفظه بهدوء .. ويعود إلى التمر حبيبنا
القديم المتجدد وهو فاكهة بلادنا وغذاؤها الكبير والشامل واللذيذ .
لكن الناس ما لبثوا أن تعلموا (ومن له عينان ورأس فليفعل ما يفعله
الناس )!! كما يقول المثل الشعبي .. وصاروا يرقبون ويقلّدون أكلة الموز ..
فاكتشفوا (السر ) !!
وقصة حداثة معرفتنا بالموز لن تخجلنا .. ولن تؤثر في إيجابيات تاريخنا
..لأنها حقيقة تستحق التأمل والعودة بالذاكرة إلى الماضي ببدائيته وبساطته لكي يدرك الأبناء
بأن الآباء لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب ولا حتى من خشب !
بقلم:
عبدالله ناصر العمراني (أبوميّاسة)
1 محرم 1435هــ
درست في بريطانيا وأخبرتني المعلمة أنهم عندما وصلهم الموز من دول افريقيا كانوا ياكلونه بقشوره لجهلهم بطريقة أكله
ردحذفالسلام عليكم أهلا بك أخي أبومياسة أنا أخوك من اليمن وأرغب في نسخ الكترونية مصورة من مقررات الصف الأول والثاني ابتدائي للعام 1409 -1410 حيث درست هذه المقررات في ذلك الحين في منطقة تبوك . أرجو تتواصل بي على رقمي عبر الواتساب 00967713470457
ردحذف