الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

ابتسامة مدرس العلوم ؟!

                                                


كنّا وقتها صغاراً ..أحلامنا وردية , وأكثر من زهور الربيع تفاؤلاً..وكانت آنذاك أكبر من أجسامنا , وحدود عقولنا..ومساحات ادراكنا ؟!


تصورّنا أنّ مايفصلنا عن بلوغ أحلامنا هو خيط رفيع ..لايتجاوز حدود السنوات الدراسية التي مازلنا في بداية سلّمها , كنّا آنذاك صغاراً..عندما دخل علينا مدرس العلوم ..وللحق لم يكن مثل غيره من المدرسين آنذاك فلم يكن يحمل عصا غليظة ..مغموسة في الزيت (يهزّها) في وجهنا ليفرض علينا قسْراً الصمت المطبق كالأموات ..وأحيانا لايكتفي بعضهم بذلك ..بل يترك (خيزرانته) تمارس وظيفتها في وسم جلودنا بدون رحمه..لأننا في نظرهم صبية مُتعِبون لاينفع معهم إلا القرع بالعصا و(الكرباج )..من يومها كرهت أن تكون العصا و(الكرباج) وسيلة تخاطب بين الناس!!



 

أما مدرس مادة العلوم ..فقد أحببناه جميعا لأنه كان الوحيد الذي يمنحنا حقنا من الحرية والحركة والضحك احيانا ..سألنا ذلك المدرس مرةً..ماذا نتمنى ان نكون عندما نصبح كباراً ..كنّا نظن وقتها أن كلاً منا يكفيه ان يحدد أمنيته..ليجد نفسه بعد سنوات كما أراد..ولم نتردد آنذاك في (نثر) أمانينا على مسمع المدرس وهو يستمع ويبتسم ولا يعلّق؟!

 


البعض  يريد أن يكون ...وآخرون يريدون ....والبعض....وأدباء وشعراء.. ومدرسيّ مادة علوم  فقط لأننا أحبننا مدرسها ..فأحببناها ؟!

 

ومرة الايام...وكبرنا ...ووجدنا أنفسنا نسير في طُرق مختلفة لاعلاقة لها بما كنا نتمناه ..أونحلم به..بعضنا تعثّر..والبعض أكتفى بجزء يسيرمن ملامح أحلامه , وعدد قليلٌ تجاوز الصعاب التي كانت بالطريق..عندها أدركنا مغزى ابتسامة مدرس العلوم ؟!

 

لم تكن أحلامنا آنذاك خيالية ..أو خرافية ,وإنما كانت أحلامنا بسيطة جدا ..وساذجة جدا ..ولكنها كانت جميلة ورائعه ..فهل مازال مدرسوا مادة العلوم  يسألون تلامذتهم اليوم عن احلامهم..أم اننا قتلنا فيهم حتى مجرد التفكير بالحلم ...




اسألوا أطفالكم اليوم عن أحلامهم فقد تكتشفون اشياء كثيرة غائبة عنكم ايها المربّون !!

 

 

بقلم:

 

 عبدالله ناصر العمراني (أبوميّاسة)