الاثنين، 28 أكتوبر 2013
الجمعة، 18 أكتوبر 2013
ماذا حدث للعيد ؟؟
ماذا حدث للعيد ؟؟
عادة نمارسها... نلقي باللوم على كل شيء إلا أنفسنا , حتى العيد اتهمناه بالتغيير وهو لم يتغير!! بل دوما نحن المتغيرون. غيّرنا الكثير من العادات الجميلة وبالتالي تغيرت معها الأحاسيس بتلك الأشياء الجميلة ..
عندما كنّا أطفالا صغارا نتباشر عندما يعلن المذيع في التلفزيون أن يوم غد هو أول أيام العيد ...نتراكض فرحين والسعادة تغمرنا من كل جانب...نخرج ملابس العيد الجديدة ...حتى الحذاء الجديد ولا ننسى أن نضع الشرّاب بداخله..
ننام ونحن نحلم بالغد.. بيوم العيد ..ونصحو باكرا نشيطين وكأننا موعد مع أحد... ونلبس الجديد ليوم العيد ..ونذهب للصلاة بمسجد العيد ..وعندما تنتهي الصلاة نتجه من فورنا إلى بيت الجد والجدة ...ففي منزلهما يجتمع الرجال والنساء ..الأعمام والعمات ..والأخوال والخالات..ونهرول نتسابق على الاعمام والعمات نسلم عليهم حتى نظفر بالعيدية ...ما أجمل تلك الريالات الجديدة مختلطة بحبات الحلاوة ...ونجمع العيدية ونخرج فرحين لتلك الدكاكين القريبة نشتري ونلعب ونعبث ونكون هكذا حتى صلاة المغرب ...ثم يكون بعد ذلك فراقنا كلا لمنزله حيث أن أجسامنا أنهكها التعب فنخلع ملابس العيد بعد إلحاح من الوالدة ...ونضع رؤوسنا على مخداتنا يداعبنا النوم وأحلام بيوم جديد وعيد مديد..
كانت النفوس في السابق بيضاء يتلاشى منها العتب بمجرد أن ترى الابتسامات... وتجاذب الحوارات الجميلة ضحكات من القلب ...
الآن يتقابل الأهل والأرحام ونفوسهم تحمل الكثير وتتحامل على الكثير ...لا ترى سوى ابتسامات صفراء ....والغريب أن العيد قلب ليصبح غداء أو عشاء ..ويأتي الناس وهم سهارى (مواصلون) فقط كما يقال يأكلون تلك اللقمة ثم يتسابقون إلى منازلهم متجهين فورا إلى غرف نومهم فهم يشتكون من أن مواعيد نومهم لم تتعدل بعد....ما هذا العيد؟؟
كانت الجدة عندما تسمع المذيع قاطعا صلاة التراويح ليعلن أن غدا هو أول أيام العيد وأن شهر رمضان لم يكتمل ثلاثين يوما ..تكفكف دموعها وترفع يديها باكية لا أسمع ما كانت تقول ...لا أفهم سوى أنها تدعو الله أن يتقبل منها صيام شهر رمضان وأن يعيده عليها أعواما عديده... كنا أطفالا نفرح بالعيد فلماذا لا تفرح الجدة بالعيد؟
كان أمرا غريبا جدا بالنسبة الينا ..والجدة شديدة لا ترضى ابدا أن نسألها لماذا تبكين يا جدتي ؟
فهي لا تحبّذ أن ترى باكية .
ومرت السنين وفهمنا هذا الإحساس بالحزن وأصبحنا نداري الدمع وندعو الله أن يمد بأعمارنا لنصوم رمضانا آخر وندعو الله أن لا يكون نصيبنا من تقصيرنا الجوع والعطش .
لقد اصبحنا كبارا لا تفرحنا الريالات الجديدة ولا حلوى (ماكنتوش) ولا حلوى (التوفي)!!
رحمك الله يا جدتي وأسكنك فسيح جناته.
بقلم: عبدالله ناصر العمراني (أبومياسة)
7 شوال 1434هـــ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)